-->
Images Design tool

الكاتبة والفلوجر آية سمير محمد

اسكريبت مكانش وهم

 مكانش وهم

رجعت من الشغل زى كل يوم و انا مش طايقة نفسى بس كلى لهفة أدخل اوضتي ما النهاردة الخميس بقى و أكيد الجواب مستنينى …. رميت السلام على ماما اللى واقفة فى المطبخ و جريت على اوضتى و زى ما اتوقعت لقيت الجواب على


المكتب و كان مكتوب عليه من برة (12) ، ما هى ده الرسالة الاتناشر ، من تلت شهور بالظبط و بيتبعتلى رسالة كل خميس ، فتحت الرسالة و كان محتواها 

'"عاملة ايه، بعد اسبوع طويل و متعب ، أكيد جاية تعبانة من الشغل، بس شاور دافى و هتبقى فل، اعرفى دايماً ان دورك مهم علشان الحياة تستمر و إن لما تتعبى هتحصدى نتيجة تعبك و ترجعى بيتك تحسى بالراحة، اعرفى ان الحزن مهما طال هيقل مع الوقت او على الأقل هنتناسى، اعرفى ان فى انسانة بتحبك من غير أسباب و علطول جمبك، أول ما توحشك بصى للسما و حطى ايدك على قلبك ، سعتها هتيجى نسمة هوا و تحضنك اعرفى إن ده روحى، قلبك فى نقاء قلب طفل لسة مكملش سنة فحافظى عليه و اوعى فى يوم يصيبه شئ ، الغضب مش بنشيله فى القلب لا بنطلعه منه و الألم مش بنشيله لوحدنا لا بنشاركه، أرضى بقضاء ربنا مهما كان، اعرفى إن العوض جاى "

 خلصت الرسالة و دموعى على خدى و ابتسامة راحة على وشى 


يوم يُجر يوم يُجر اسبوع فشهور و الرسايل مستمرة كل خميس و كل مرة بنفس الشوق و بستناها ، دايماً الجواب حاسس بيا و النصيحة بتيجى فى الوقت الصح و انا مستمرة فى البحث عن الراسِل 


النهارة الخميس الأربعة و عشرين رجعت من الشغل بدرى علشان كنت محتاجة الجواب و دخلت اوضتى من غير مبص على المطبخ زى كل يوم و بدأت ادور على الرسالة بس……. مش موجود قولت يمكن علشان رجعت بدرى استنيت و مجاش، بدأت ادور عليه زى المجنونة فى كل حتة و انادى على ماما و متردش، هى راحت فين هى كمان؟ بقيت بدور على ماما و الرسايل! خرجت من الشقة بسرعة و رحت عند جارتنا اسئلها على ماما فلقيتها بتبص عليَّ بشفقة و تقولى 

_ عينى عليكى يا بنتى 

 استغربت اوى ، هو فى ايه ، ماما حصلها حاجة قولتلها و انا قلبى مقبوض

_ ماما فين، حصلها حاجة 


_ مالك يا خديجة؟ أنتِ كويسة، مامتك اتوفت من ست شهور، انتِ نسيتِ؟! 


_ ايه! اومال مين اللى كان بيبقى فى المطبخ كل يوم…… 

و وقعت مش حاسة بحاجة 


قد يهمك

 النها ردة الخميس و دلوقتى انا داخلة لدكتور سامر، دكتور الامراض النفسية اللى بيعالجنى، و ده اخر جلسة بعد اكتشافى اصابتى بصدمة عصبية نتيجة وفاة ماما سببتلى اضطراب نفسى و اضطراب فى الذاكرة خلانى انكر الحقيقة و تحصلى اوهام ان هى لسة عايشة و الحياة مستمرة طبيعى و الجوابات مكانتش غير محاولة العقل الباطن لاستدراك الحقيقة بصورة مش صادمة او لانها كانت وحشانى و محتاجة نصايحها لكل مشكلة و كل حاجة 

دخلت للدكتور بعد السؤال عن الأحوال و السلامات التقليدية لحد ما مليت و قولت

_ اخر جلسة مش كده


_ اخر جلسة ، حاليا انتِ سليمة و حالتك النفسية مستقرة و تقبلنا الواقع و كله تمام 


_ تمااام اوى


_ بس لسة الحزن فى قلبك و ماليه، الحزن مش بنشيله لوحدنا لا بنشاركه 


_ و الغضب مش بنشيله فى القلب لا بنطلعه، ده كان فى الجواب 


_ الجوابات كانت وهم خيال عقلك الباطن صوره ليكى علشان يونس وحدتك 


_ بس كلامه حقيقى لما كنت زعلانة من صحابى و بقول انهم بياعين رسالة الخميس قالتلى لما تهدى ابقى اقرى من اول سطر قالتلى فكرى بهدوء و عقل لان القرار وقت الغضب بنندم عليه قالتلى واجهيهم و خليهم يدافعوا عن نفسهم 


_ ده عقلك الباطن اللى ادخل و اقنعك بكده علشان تعذريهم بس للامانة لو مكانك مش عاوز اتعالج من حاجة جميلة زى ده ، ممكن ربنا عمل كده علشان يواسيكى و يساعدك 


_ هى فى مكان احسن و لما توحشنى هبص للسما و احط ايدى على قلبى و اول ما نسمة هوا تحضنى هعرف انها روحها 


_ خلى بالك من نفسك و انا دايماً فى الخدمة، وقت لما تحتاجى تفضفضى دكتور سامر على الخط 


_ شكرا يا دكتور 


_ العفو يا خديجة 


خرجت من العيادة و انا حاسة انى فوقت بس لسة مش مصدقة ان الجوابات ده وهم، روحت البيت و دخلت و بصيت على المطبخ بس مكانتش موجودة ابتسمت و دخلت اوضتها و فتحت الدولاب بقلب فى هدومها لقيت علبة فى ركن بعيد اخدتها و قعدت السرير و فتحتها و لقيت…. جوابات! مسكت جواب و كان مكتوب عليه (1) فتحته و كان اول سكر " قبل الرقم واحد فى صفر، الانسان قبل ما يملك شئ بيملك لا شئ" 


_ الجواب….. مكانش وهم! 

_مكانش وهم